و أنت هل لديك الأكتاف ؟
صفحة 1 من اصل 1
و أنت هل لديك الأكتاف ؟
كنت أقف متكئة على الحائط، أحمل بيدي بطاقة هويتي و إستدعاء المشاركة في مسابقة التوظيف على أساس الإمتحانات، ألقيت بنظري على الجمع الغفير من المشاركين في هذه المسابقة، و قد تعالت أصواتهم و حركاتهم الفوضوية وسط الساحة، فبدو لي كقطيع من الأغنام، فابتسمت، و قد نسيت لوهلة أني فرد من ذاك القطيع.
كانت ساحة المعهد شاسعة جدا، و كأنها من غير حدود، و كان الحاضرون من مختلف ولايات القطر الجزائري، آلاف المشاركين من أجل ثلة من المناصب، معادلة غير متكافئة، سألت نفسي : أيمكن لي أن أفوز بالمنصب، و أنا التي لا تملك الأكتاف ...
عفوا ......... تطلق هذه العبارة في بلدي " فلان لديه الأكتاف " ، أي أنه شخصية لديها معارف و وسائط في المجتمع، تضمن له وفرة الحظ أينما ذهب، أو بمعنى آخر، شخص مسنود.
بعد ساعة من الانتظار نودي على اسمي، فتقدمت بثقة، لقد تعودت على ذلك، و قد أصبحت لي تجربة لا بأس بها في ذلك.
دخلت قاعة الامتحان الشفهي، أين كانت تنتظرني لجنة التحكيم المكونة من رجلين و امرأة، ألقيت عليهم التحية، فردوا بأحسن منها،ثم طلبوا إلي الجلوس، سحبت الكرسي و جلست قبالتهم، نظر إلي أوسطهم بعد أن رفع نظره عن ملفي المحصور بين يديه، ثم سألني :
- هل سبق و أن شاركت في مسابقات توظيف أخرى ؟
- فأجبت : نعم سيدي، شاركت مرتين
- فرد علي : أين ؟
- شاركت بالقرب من مديرية أملاك الدولة و من شركة سونلغاز
- هل تقدمتي بطلبات توظيف في أماكن أخرى ؟
- بالتأكيد
- إذا أنت لم تختاري هذه الوظيفة عن اقتناع ؟
- عفوا ماذا تقصد سيدي
- أرى أنك تقدمت لهذه الوظيفة مضطرة.
- أرجو أن توضح لي أكثر
- أقصد انك لم تختاري هذه الوظيفة حبا في مهنة التدريس و إيمانا بنبلها، و إنما فقط من أجل ضمان وظيفة و كفى
و هنا هربت مني ابتسامة سخرية لحد القهقهة الخفيفة : هل تعني يا سيدي أننا في زمن الاختيار و الإنتقاء ؟ ألم تنظر خارج هذه القاعة ؟
ارتسمت على وجهه دهشة و ابتسم ابتسامة خفيفة و حاورني بهدوء، و كأننا في مناظرة عن نظرية التسيير و التخيير: ماذا تقصدين بذلك يا آنسة
- سيدي، في زمننا هذا الوظيفة هي التي تختار الموظف و ليس العكس، ألستم هنا لاختيار حفنة من كومة الشباب المتزاحم في الخارج ؟
إبتسم ثلاثتهم، ربما إعجابا بجرأتي أو سخرية من حماقتي
سكت الجميع، و انعقد لسانهم، أما أنا فارتسمت تلك الإبتسامة على وجهي و أبت أن تفارقني،
نظر ثلاثتهم إلى بعضهم البعض و تساءلوا فيما بينهم : هل من سؤال آخر ؟
فأجمعوا أن لا، ثم أمروني بالإنصراف، مع أن المسابقة تقتضي ثلاثة أسئلة على الأقل.
خرجت من القاعة و تلك الابتسامة على وجهي و كأني قد فزت بالمنصب.
إقتربت مني صديقتي من أصحاب الأكتاف ( زوج شقيقتها صديق مدير المعهد أين نظمت المسابقة )، فسألتني عن طبيعة الأسئلة، فرويت لها ما حدث بالداخل، و هنا صرخت بوجــهـــي: أيــتــهــا الحمقاء، كان عليك أن تقولي إن مهنة التدريس هي أنسب مهنة للمرأة، و أنبل مهنة و...و...و.....
فسألتها : من أخبرك هذا ؟
فردت علي : زوج شقيقتي
المهم ...
بعد أسبوعين هاتفتني و هي تزف لي الخبر السعيد : أبشري ...لقد فزنا بالمسابقة
حقا!؟ لم أصدق في بادئ الأمر، هل أقنعتهم بوجهة نظري ؟
ثم سألتها : من أخبرك .
فردت على : زوج شقيقتي إتصل بمدير المعهد و سأل عن النتائج
بعد أسبوع إستلمت هي إستدعاءا لمزاولة وظيفتها، أما أنا فلم يصلني أي شيء، إقتربت بعدها من مقر الولاية للإستفسار عن سبب التأخير، إلا أني لم أجد الجواب الشافي، و بعد مدة أخبرني أحد معارفي يعمل كموظف بسيط في مقر الولاية، أني قد فزت حقا بمسابقة التوظيف و لكن المنصب قد حظي به شخص آخر لديه الأكتاف
منقول......
كانت ساحة المعهد شاسعة جدا، و كأنها من غير حدود، و كان الحاضرون من مختلف ولايات القطر الجزائري، آلاف المشاركين من أجل ثلة من المناصب، معادلة غير متكافئة، سألت نفسي : أيمكن لي أن أفوز بالمنصب، و أنا التي لا تملك الأكتاف ...
عفوا ......... تطلق هذه العبارة في بلدي " فلان لديه الأكتاف " ، أي أنه شخصية لديها معارف و وسائط في المجتمع، تضمن له وفرة الحظ أينما ذهب، أو بمعنى آخر، شخص مسنود.
بعد ساعة من الانتظار نودي على اسمي، فتقدمت بثقة، لقد تعودت على ذلك، و قد أصبحت لي تجربة لا بأس بها في ذلك.
دخلت قاعة الامتحان الشفهي، أين كانت تنتظرني لجنة التحكيم المكونة من رجلين و امرأة، ألقيت عليهم التحية، فردوا بأحسن منها،ثم طلبوا إلي الجلوس، سحبت الكرسي و جلست قبالتهم، نظر إلي أوسطهم بعد أن رفع نظره عن ملفي المحصور بين يديه، ثم سألني :
- هل سبق و أن شاركت في مسابقات توظيف أخرى ؟
- فأجبت : نعم سيدي، شاركت مرتين
- فرد علي : أين ؟
- شاركت بالقرب من مديرية أملاك الدولة و من شركة سونلغاز
- هل تقدمتي بطلبات توظيف في أماكن أخرى ؟
- بالتأكيد
- إذا أنت لم تختاري هذه الوظيفة عن اقتناع ؟
- عفوا ماذا تقصد سيدي
- أرى أنك تقدمت لهذه الوظيفة مضطرة.
- أرجو أن توضح لي أكثر
- أقصد انك لم تختاري هذه الوظيفة حبا في مهنة التدريس و إيمانا بنبلها، و إنما فقط من أجل ضمان وظيفة و كفى
و هنا هربت مني ابتسامة سخرية لحد القهقهة الخفيفة : هل تعني يا سيدي أننا في زمن الاختيار و الإنتقاء ؟ ألم تنظر خارج هذه القاعة ؟
ارتسمت على وجهه دهشة و ابتسم ابتسامة خفيفة و حاورني بهدوء، و كأننا في مناظرة عن نظرية التسيير و التخيير: ماذا تقصدين بذلك يا آنسة
- سيدي، في زمننا هذا الوظيفة هي التي تختار الموظف و ليس العكس، ألستم هنا لاختيار حفنة من كومة الشباب المتزاحم في الخارج ؟
إبتسم ثلاثتهم، ربما إعجابا بجرأتي أو سخرية من حماقتي
سكت الجميع، و انعقد لسانهم، أما أنا فارتسمت تلك الإبتسامة على وجهي و أبت أن تفارقني،
نظر ثلاثتهم إلى بعضهم البعض و تساءلوا فيما بينهم : هل من سؤال آخر ؟
فأجمعوا أن لا، ثم أمروني بالإنصراف، مع أن المسابقة تقتضي ثلاثة أسئلة على الأقل.
خرجت من القاعة و تلك الابتسامة على وجهي و كأني قد فزت بالمنصب.
إقتربت مني صديقتي من أصحاب الأكتاف ( زوج شقيقتها صديق مدير المعهد أين نظمت المسابقة )، فسألتني عن طبيعة الأسئلة، فرويت لها ما حدث بالداخل، و هنا صرخت بوجــهـــي: أيــتــهــا الحمقاء، كان عليك أن تقولي إن مهنة التدريس هي أنسب مهنة للمرأة، و أنبل مهنة و...و...و.....
فسألتها : من أخبرك هذا ؟
فردت علي : زوج شقيقتي
المهم ...
بعد أسبوعين هاتفتني و هي تزف لي الخبر السعيد : أبشري ...لقد فزنا بالمسابقة
حقا!؟ لم أصدق في بادئ الأمر، هل أقنعتهم بوجهة نظري ؟
ثم سألتها : من أخبرك .
فردت على : زوج شقيقتي إتصل بمدير المعهد و سأل عن النتائج
بعد أسبوع إستلمت هي إستدعاءا لمزاولة وظيفتها، أما أنا فلم يصلني أي شيء، إقتربت بعدها من مقر الولاية للإستفسار عن سبب التأخير، إلا أني لم أجد الجواب الشافي، و بعد مدة أخبرني أحد معارفي يعمل كموظف بسيط في مقر الولاية، أني قد فزت حقا بمسابقة التوظيف و لكن المنصب قد حظي به شخص آخر لديه الأكتاف
منقول......
kada- المساهمات : 13
تاريخ التسجيل : 18/02/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى