رحيل رجل ....رحيل طموح ... على جنبات الطريق
صفحة 1 من اصل 1
رحيل رجل ....رحيل طموح ... على جنبات الطريق
بسم الله الرحمن الرحيم
على جنبات الطريق المؤدية الى منزله يتلمس خطاه في يوم حار مشمس متجها صوب منزله اخذه الشرود الى ابعد التهيؤات ..يوم ينذر بالشؤم من اوله ...رجل في الاربعين من عمره عاش حياته بالسويد دولة ترى النور بعد ستة اشهر من الظلام ...رجل مل الظلام ظلام المكان وظلام الجفاء وظلام معاملة الغير وحتى ظلام شعره فانصبع بالابيض الشيب رغما عنه ..مسيرة حياة طويلة في المهجر فقرر ان يزور بلده الام الذي لم يراه منذ نعومة اظفاره بمعية زوجته وابناءه الثلاثة لم يكن يعلم ان زوجته ستعامله تلك المعاملة ربما ابتلاء من الله وربما قدر لا مفر منه .فريد رجل متدين وهذا ما لا يعجب زوجته وابناءه رجل ذو علم وجاه ..ابراهيم وادريس يقطنان بمنزل مجاور لمنزله يعملان في الحي بمنزل مقابل له شاءت الايام القليلة ان تتكون صداقة بينهما مع الغريبين ابناء فريد ولدان في ربيعهما الرابع عشر لم يكن لهما علم باللغة العربية ابدا احبوا عالم عزوبية ادريس وابراهيم والعيش في وحدة تطورت العلاقة من علاقة سلام الى علاقة صداقة متينة حيث بدا ياتيان الى منزل ادريس و يجلسان معه و ويتعلمان اللغة العربية وياكلون من طعام العزاب اعجبتهما حياة جاريهما رغم انها حياة قاسية احبوهم بجنون رغم اختلاف اللغة والفكر والاعتقاد والمنشا .ربما هي طبيعة انسانية تولد مع البشر بالفطرة ...بمنزل الغريبين نوافذ لها زجاج لا يظهر ما بداخل البيت في ذلك اليوم وكالعادة يمازح ادريس الولدان بحركات بهلوانية اكثر منها جنسية وهما على سطح بيتهما يبسمان من تصرفات الرجل المازح العاقل فجاة انفتحت النافذة واطلت زوجة فريد بملابس داخلية واشارت الى ادريس بلهجة متصاعدة انا لست كما تظن يا ابن الزنا ...
وووووانهالت عليه باشع الكلمات التي تتوفر عليها في قاموسها اللغوي المسكين اجابها انه يضحك فقط مع ابناءها في السطح حتى انه لم يراها اصلا ..في هذه اللحظة المشؤومة وصل فريد بعد ان ارهقه حر الشمس وطول الطريق من المتجر الى منزله فشهد الواقعة ولم يتحدث مع ادريس الشيئ الذي حير ادريس صعد الى زوجته وتكلم معها لم يكن يسمع سوى صراخها وبعض الهمهمات من كلامها الغير مفهوم مرت الايام وفي ليلة قمراء يداعب نسيمها ملامح الساهرين وبعد ان خلدا ادريس الى ماواه فاذا به يسمع طرقا خفيفا على الباب وكانه حياء في بادئ الامر نهض ادريس ليفتح الباب متسائلا من يعرفه حتى ياتي اليه في هذه الساعة فاذا به يصدم بالذي على الباب صاحب الطرقات انه فريد الرجل الوقور دعاه للدخول بعد ان اراد التحدث معه اتجه فريد صوب اريكة معدة من خشب البناء المستعمل واسمال بالية من ثوب قديم وكعادته قام ادريس باعداد بريق الشاي فاراد ان يدخن فناوله فريد سجائر من صنع اروبي غالية الثمن لم يكن يحلم ادريس انه سيرتشف دخان سجائر غريبة عنه اخذ السيجارة وبدا يدخن في نشوة لم يعهدها سابقا دامت لحظات الصمت لنصف ساعة او اكثر ورائحة الدخان تفوح في المكان مختلطة برائحة المكان وعرق ادريس لحظات صمت قاتل تعلن عن بداية عاصفة تاكل الاخضر واليابس ...
دون سابق انذار انهار فريد يبكي مخترقا صمت المكان بكاؤه وصل الى ابعد مدى في قلب ادريس الذي لم يكن يتصور ان رجلا بمثل فريد علم وثقافة ومال وجاه يبكي امامه بضعف كالاولاد والنساء اجهش في البكاء بكاء لوث صمت المكان وطرد هيبته الفقيرة المعدمة لم يقاطعه ادريس حتى انه احس بايد خفية تمنعه من التدخل ربما احتراما له او لعدم المعرفة الوثيقة به وفريد ما زال مسترسلا في البكاء وجده ادريس ترويحا له فعجز عن مقاطعته حتى توقف عن البكاء وبدا في سرد ما وقع مع زوجته يوم الحادث المشؤوم توقف عند نقطة آل اليها الشجار ولم يستطع اكمال الحديث يقول ...قالت لي بملء فاهها بعد ان تبرجت انا ذاهبة لازني ماذا انت فاعل ؟ لو لمستني اقسم انك ستقضي بقية عمرك في السجن .؟ وشيئا من هذا القبيل واسترسل في البكاء وهو يواصل حديثه ويتساءل ماذا فعلت لها ؟ ولماذا هذه المعاملة القاسية ؟ اهو قدر من الله ونصيبه ؟ اهو ابتلاء منه وامتحان ؟ ماذا فعلت لاجازى هكذا ياربي ...؟؟ ووو ولم يكن من ادريس الا ان يهدئه ويبث فيه بعض الامل كمن يزرع اجود الزرع في ارض قاحلة وينتظر محصولا طيبا لم يتحدث فريد عن الاسباب جل ما تحدث به معاناته مع زوجته اتجه صوب الباب وخرج واقفله بهدوء تام ليعود المكان الى اهله لتبقى قضيته غامضة رحلت برحيله الى السويد ليلة حالكة من تاريخ ادريس لم يغمض له جفن تلك الليلة اخذه التفكير في قول الرجل عن زوجته المتعلمة بعدما كان كل يطمح اليه زوجة متعلمة وحياة رفاهية كحياة فريد و ردد في نفسه خير لي ان اظل فقيرا على ان اكون غنيا وخير لي ان تكون لي زوجة امية على ان تكون لي زوجة متعلمة ...رحل فريد و رحلت فصول ماساة بيت الزوجية المنمق من الخارج الاسود والغير مرتب من الداخل ...فريد يزور بيته مرة في العام وحده دون احضار عائلته مع كتابه المقدس الذي لا يفارقه عندما تراه يسرح بنظره الى السراب بنظرات لم اعهدها في شخص قبله ربما هو سراب حياته وربما هي محاولة منه ان يجد نفسه وكان لسان حاله يقول ما انا فيه ليس سوى جزاء من هاجر بلده ومن آثر الزوجة الجميلة الغنية على الفقيرة البسيطة وسرعان ما يتحول نظره الى كتاب الله رحماك يا ربي لست سوى عبد ضعيف صريع الشهوات ...
على جنبات الطريق المؤدية الى منزله يتلمس خطاه في يوم حار مشمس متجها صوب منزله اخذه الشرود الى ابعد التهيؤات ..يوم ينذر بالشؤم من اوله ...رجل في الاربعين من عمره عاش حياته بالسويد دولة ترى النور بعد ستة اشهر من الظلام ...رجل مل الظلام ظلام المكان وظلام الجفاء وظلام معاملة الغير وحتى ظلام شعره فانصبع بالابيض الشيب رغما عنه ..مسيرة حياة طويلة في المهجر فقرر ان يزور بلده الام الذي لم يراه منذ نعومة اظفاره بمعية زوجته وابناءه الثلاثة لم يكن يعلم ان زوجته ستعامله تلك المعاملة ربما ابتلاء من الله وربما قدر لا مفر منه .فريد رجل متدين وهذا ما لا يعجب زوجته وابناءه رجل ذو علم وجاه ..ابراهيم وادريس يقطنان بمنزل مجاور لمنزله يعملان في الحي بمنزل مقابل له شاءت الايام القليلة ان تتكون صداقة بينهما مع الغريبين ابناء فريد ولدان في ربيعهما الرابع عشر لم يكن لهما علم باللغة العربية ابدا احبوا عالم عزوبية ادريس وابراهيم والعيش في وحدة تطورت العلاقة من علاقة سلام الى علاقة صداقة متينة حيث بدا ياتيان الى منزل ادريس و يجلسان معه و ويتعلمان اللغة العربية وياكلون من طعام العزاب اعجبتهما حياة جاريهما رغم انها حياة قاسية احبوهم بجنون رغم اختلاف اللغة والفكر والاعتقاد والمنشا .ربما هي طبيعة انسانية تولد مع البشر بالفطرة ...بمنزل الغريبين نوافذ لها زجاج لا يظهر ما بداخل البيت في ذلك اليوم وكالعادة يمازح ادريس الولدان بحركات بهلوانية اكثر منها جنسية وهما على سطح بيتهما يبسمان من تصرفات الرجل المازح العاقل فجاة انفتحت النافذة واطلت زوجة فريد بملابس داخلية واشارت الى ادريس بلهجة متصاعدة انا لست كما تظن يا ابن الزنا ...
وووووانهالت عليه باشع الكلمات التي تتوفر عليها في قاموسها اللغوي المسكين اجابها انه يضحك فقط مع ابناءها في السطح حتى انه لم يراها اصلا ..في هذه اللحظة المشؤومة وصل فريد بعد ان ارهقه حر الشمس وطول الطريق من المتجر الى منزله فشهد الواقعة ولم يتحدث مع ادريس الشيئ الذي حير ادريس صعد الى زوجته وتكلم معها لم يكن يسمع سوى صراخها وبعض الهمهمات من كلامها الغير مفهوم مرت الايام وفي ليلة قمراء يداعب نسيمها ملامح الساهرين وبعد ان خلدا ادريس الى ماواه فاذا به يسمع طرقا خفيفا على الباب وكانه حياء في بادئ الامر نهض ادريس ليفتح الباب متسائلا من يعرفه حتى ياتي اليه في هذه الساعة فاذا به يصدم بالذي على الباب صاحب الطرقات انه فريد الرجل الوقور دعاه للدخول بعد ان اراد التحدث معه اتجه فريد صوب اريكة معدة من خشب البناء المستعمل واسمال بالية من ثوب قديم وكعادته قام ادريس باعداد بريق الشاي فاراد ان يدخن فناوله فريد سجائر من صنع اروبي غالية الثمن لم يكن يحلم ادريس انه سيرتشف دخان سجائر غريبة عنه اخذ السيجارة وبدا يدخن في نشوة لم يعهدها سابقا دامت لحظات الصمت لنصف ساعة او اكثر ورائحة الدخان تفوح في المكان مختلطة برائحة المكان وعرق ادريس لحظات صمت قاتل تعلن عن بداية عاصفة تاكل الاخضر واليابس ...
دون سابق انذار انهار فريد يبكي مخترقا صمت المكان بكاؤه وصل الى ابعد مدى في قلب ادريس الذي لم يكن يتصور ان رجلا بمثل فريد علم وثقافة ومال وجاه يبكي امامه بضعف كالاولاد والنساء اجهش في البكاء بكاء لوث صمت المكان وطرد هيبته الفقيرة المعدمة لم يقاطعه ادريس حتى انه احس بايد خفية تمنعه من التدخل ربما احتراما له او لعدم المعرفة الوثيقة به وفريد ما زال مسترسلا في البكاء وجده ادريس ترويحا له فعجز عن مقاطعته حتى توقف عن البكاء وبدا في سرد ما وقع مع زوجته يوم الحادث المشؤوم توقف عند نقطة آل اليها الشجار ولم يستطع اكمال الحديث يقول ...قالت لي بملء فاهها بعد ان تبرجت انا ذاهبة لازني ماذا انت فاعل ؟ لو لمستني اقسم انك ستقضي بقية عمرك في السجن .؟ وشيئا من هذا القبيل واسترسل في البكاء وهو يواصل حديثه ويتساءل ماذا فعلت لها ؟ ولماذا هذه المعاملة القاسية ؟ اهو قدر من الله ونصيبه ؟ اهو ابتلاء منه وامتحان ؟ ماذا فعلت لاجازى هكذا ياربي ...؟؟ ووو ولم يكن من ادريس الا ان يهدئه ويبث فيه بعض الامل كمن يزرع اجود الزرع في ارض قاحلة وينتظر محصولا طيبا لم يتحدث فريد عن الاسباب جل ما تحدث به معاناته مع زوجته اتجه صوب الباب وخرج واقفله بهدوء تام ليعود المكان الى اهله لتبقى قضيته غامضة رحلت برحيله الى السويد ليلة حالكة من تاريخ ادريس لم يغمض له جفن تلك الليلة اخذه التفكير في قول الرجل عن زوجته المتعلمة بعدما كان كل يطمح اليه زوجة متعلمة وحياة رفاهية كحياة فريد و ردد في نفسه خير لي ان اظل فقيرا على ان اكون غنيا وخير لي ان تكون لي زوجة امية على ان تكون لي زوجة متعلمة ...رحل فريد و رحلت فصول ماساة بيت الزوجية المنمق من الخارج الاسود والغير مرتب من الداخل ...فريد يزور بيته مرة في العام وحده دون احضار عائلته مع كتابه المقدس الذي لا يفارقه عندما تراه يسرح بنظره الى السراب بنظرات لم اعهدها في شخص قبله ربما هو سراب حياته وربما هي محاولة منه ان يجد نفسه وكان لسان حاله يقول ما انا فيه ليس سوى جزاء من هاجر بلده ومن آثر الزوجة الجميلة الغنية على الفقيرة البسيطة وسرعان ما يتحول نظره الى كتاب الله رحماك يا ربي لست سوى عبد ضعيف صريع الشهوات ...
برشلوني ف الدم- المساهمات : 161
تاريخ التسجيل : 18/01/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى